لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة

اغاني-محمد-عبده-القديمه

فالمؤمن يحب رسوله صلى الله عليه وسلَّم ويقتدي فيه في كافة أحواله؛ في صبره ومرابطته وثباته وجهاده، وفي كونه زوجاً وأباً وصاحباً وأخاً، وفي كل حالٍ أو ترحال كان عليه صلى الله عليه وسلَّم؛ [٤] وذلك لأن هوى المؤمن يجب أن يكون تبعاً للنبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلَّم ولما جاء به من عند ربه جلّ وعلا. والمؤمن الصّادق هو الذي يضحي بنفسه وماله وولده في سبيل الله وفي سبيل نصرة دينه ورسوله صلى الله عليه وسلَّم، لذلك ودّ النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم لو يرى أحبابه؛ فهم المؤمنون الذين يأتون من بعده يحبونه ويتبعونه، ويودون لو رأوه بكل ما يملكون ولو افتدوا أنفسهم وأموالهم وأولادهم في سبيل ذلك. لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذلك الاقتداء إنما هو حاصل للذي يرجو الثواب والأجر من ربه سبحانه وتعالى، وللذي يرجو لقاءه في اليوم الآخر، فهو مؤمن بالله تعالى وبيوم البعث والنشور، وموقن يقيناً جازماً أنّه ملاقٍ ربه جلّ وعلا، وأن الحساب سيكون يوم القيامة للجزاء؛ لذلك هو يود أنه مع الحبيب صلى الله عليه وسلَّم في الدنيا يتبعه ويحبه ويتأسى به، فهو الإمام لأمته يوم القيامة، إذ يدعو الله الناس يوم القيامة بإمامهم.

خطبة عن (رسول الله قدوتنا) (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم

العبادة إنّ من أكمل ما يكمّل معنى الاقتداء بالنبيّ صلى الله عليه وسلَّم هو الاقتداء به صلى الله عليه وسلَّم في عباداته كلها ومن أبرزها؛ عبادته في الليل وجوفه، وفي ذكر الله تعالى؛ فقد كان أكثر الناس ذكراً لربه تعالى؛ فلسانه لا يتوقف عن الذكر والاستغفار، وغير ذلك من العبادات. المراجع ↑ سورة الأحزاب، آية:21 ↑ محمد سيد الطنطاوي، الوسيط للطنطاوي ، صفحة 193. بتصرّف. ↑ أحمد حطيبة، تفسير أحمد حطيبة ، صفحة 4. بتصرّف. ↑ عبد الله محمد الطوالة (25/11/2020)، "في رحاب آية لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" ، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 21/2/2022. بتصرّف. ↑ وهبة الزحيلي، تفسير الزحيلي ، صفحة 2063. بتصرّف. ↑ مثنى الزيدي (12/11/2010)، "كيف نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم" ، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 21/2/2022. بتصرّف. ↑ سورة آل عمران، آية:31

فالأسوة الحسنة، في الرسول صلى اللّه عليه وسلم، فإن المتأسِّي به، سالك الطريق الموصل إلى كرامة اللّه، وهو الصراط المستقيم. وأما الأسوة بغيره، إذا خالفه، فهو الأسوة السيئة، كقول الكفار حين دعتهم الرسل للتأسِّي]بهم[ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ وهذه الأسوة الحسنة، إنما يسلكها ويوفق لها، من كان يرجو اللّه، واليوم الآخر، فإن ما معه من الإيمان، وخوف اللّه، ورجاء ثوابه، وخوف عقابه، يحثه على التأسي بالرسول صلى اللّه عليه وسلم.

[٥] كيفية الاقتداء بالرسول صلَّى الله عليه وسلَّم هنالك عناصر يتوجبُ تحققها للاقتداء الفعليّ العمليّ بالرسول صلى الله عليه وسلَّم بها، نذكر أهمّها: [٦] المحبّة إنّ عنصر المحبة في الاقتداء من أهم العناصر، وهي من أجل أعمال القلوب وأوجبها، لذلك فالمحبة تكون بالميل للنبي صلى الله عليه وسلَّم واتباعه واستحسان ما جاء به، وفدائه بالنفس والمال والولد، أي إيثار محبته على ما سواه. الطّاعة إنّ طاعة الرسول صلى الله عليه وسلَّم بما جاء به من عنده ربه جل وعلا، هي دليل واضح على محبته؛ وهذا ما تؤكده الآية الكريمة: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ، [٧] إذ جعل الله تعالى اتباع النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم طريقاً لحب الله تعالى ومغفرته للذنوب، وهي سبب لدخول الجنان والنجاة من النيران. الأخلاق إنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم قد حاز على كافة الأخلاق الحميدة، والخصال الكريمة العزيزة؛ فهو على خلق عظيم كما وصفه الله تعالى، ومن أبرز الأخلاق التي يجب على العبد المؤمن الاقتداء بها كما كان عليها النبيّ صلى الله عليه وسلَّم؛ هي الصدق، والصبر على المصائب، والكرم والجود، والحِلم الصفح الأناة والأمانة، وغيرها من الأخلاق الحسنة.

وروى الإمام مسلم في " صحيحه " أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((أحَبُّ الدِّين إلى الله الحنيفيَّة السَّمحة))، وهو قولٌ حقٌّ لا جدال فيه، ومِن شواهده أنه ليس في شريعة الإسلام ما يصعب اعتقاده على الناس، أو يشقُّ عليهم العملُ به؛ قال الله تعالى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286]، وقال - سبحانه وتعالى -: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الحج: 78]. فالإسلام - الذي جاء به خيرُ الأنام، والذي يكفل حِفْظَ النَّفس، والعقل، والمال، والنَّسَب، والنَّسْل، والعِرض - يُسايِر العقول، ويُجاري التطوُّر، ويَصلُح لكلِّ زمان ومكان، ويعلم الله أنَّه الدِّين الذي تتزكَّى به النُّفوس عن طريق معرفة الله وعبادته، وهو الذي يدعم الرَّوابط الإنسانيَّة، ويقيمها على أساس المَحبَّة والعدل، والإخاء والمساواة، والحرية المسؤولة التي لا تَعرف الفوضى، ولا تُخالف جوهر الإسلام، ولقد كانت سيرة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - تطبيقًا عمليًّا لهذا الدين الحقِّ.

تفسير قوله تعالى: لقد كان لكم في رسول الله أسوة

الخطبة الأولى (رسول الله قدوتنا) ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد أيها المسلمون يقول الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21]. وقال سبحانه {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الحشر: 7].

الرئيسية المكتبة المرئية هيثم توفيق -رحمه الله- خطب الجمعة لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة. الشيخ/ هيثم توفيق - رحمه الله جودة متوسطة wmv الحجم: 58. 42 MB تحميل To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video الأحد ٠٦ نوفمبر ٢٠١٦ - ٠٠:٠٠ ص 1407 إعلان ربما يهمك أيضاً 1356 ٠٧ نوفمبر ٢٠١٦

هذا هو الإسلام الذي وضع كلُّ رسول في بناءِ صرحِه الخالد لبنةً، وأخذ البيتُ يتكامل شيئًا فشيئًا حتَّى أتَمَّه إمامُ المرسلين وخاتم النبيِّين محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - فكانت هذه اللبنة مثلاً لسيِّد المرسلين رسول الوَحْدة، والختام، والكمال، والرحمة الشاملة، سيِّدنا وصفيِّنا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم.

  • التسجيل في موقع النور مجانا
  • عيدي مع اهلي – لاينز
  • كم تبعد النعيرية عن الدمام
  • خلفيات للبي سي 4k
  • رهن عقاري بدون تحويل راتب
  • بحث عن الحياء
  • مين عرفت نوع الجنين في الاسبوع 11 novembre
  • خطبة عن (رسول الله قدوتنا) (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
  • شروط دخول قطر
Monday, 20-Jun-22 20:44:06 UTC